-A +A
بسمة إبراهيم السبيت
BasmahES1@

انتشرت في الآونة الأخيرة تطبيقات عدة بين رواد قنوات التواصل الاجتماعي وكان من أبرزها تطبيق «بصراحة» ويسعى هذا التطبيق لحصد أكبر عدد من المستخدمين الراغبين في تلقي رسائل من مجهولين لإبداء آرائهم الشخصية في صاحب الحساب دون الإفصاح عن اسم أو هوية المرسل، وهنا لا أريد الإبحار في تفاصيل هذا التطبيق لكن انتشاره بهذه السرعة وتسابق الناس لمعرفة آراء الآخرين فيهم أثار في داخلي تساؤلات عدة بخصوص موضوع وثقافة الصراحة وهي:


إلى أي مدى يجب أن نكون صريحين في حياتنا؟

وإلى أي مدى يجب أن نسمح للآخرين أن يكونوا أداة تقييم لكل طباعنا وكل أمور حياتنا؟

هل من الضروري أن نكون صريحين مع غيرنا في كل شيء؟

هل سنصل إلى الكمال حينما نثبت لهم أننا صريحون وواضحون ونتقبل كل رأي فينا؟

هل نحن مستعدون فعلا لمواجهة سيل الصراحة الجارحة، التي ستأتينا من خلف هذه التطبيقات؟

لذلك عزيزي القارئ قبل أن تقرر الخوض في غمار معركة الصراحة، يجب عليك أن تتسلح بعدد من الأسلحة وهي: الثقة العالية بالنفس والمرونة، وأيضا روحٌ تتقبل آراء الآخرين فيها، وصدرٌ رحب يتسع للجميع، فإذا كان ينقصك أحد هذه الأمور أرجو منك أن تتوقف عن خوض هذه المغامرة، لأنك بعد تلك الصراحة ستخرج بحالة من الألم والندم، فبعد الإجابة عن كل سؤال لكل فضولي سوف يَفلت من بين يديك أمر، وقد كان بالإمكان معالجته قبل عرضه على الملأ.

يحاول الفضوليون دوما أن يجروك إلى دائرتهم، فكن متيقظا لهم، وتذكر يا عزيزي أن أولى الناس بصراحتك هي نفسك، صارحها وكاشفها، فكر بصوتٍ عالٍ معها، ضع إصبعك على مواطن الضعف فيها، حاول أن تعالجها من كل همومها فهذه أروع أنواع الصراحة.

فنعم للصراحة والوضوح في تعاملاتنا مع كل من يصادفنا ولا للصراحة التي تتسلل إلى خصوصياتنا وتفاصيل حياتنا.